الجمال القاتل
احمد شاب اتاه الله نعمة الجمال،وكان مزهوا بنفسه، معتدا بكبريائه، يتيه على اقرانه بما حباه الله من الوسامه، فاستغل تلك النعمه كسلاح فتاك يصطاد به قلوب العذاري، ويرديهن بعد ذلك محطمات القلوب، يتجرعن من كأس العذاب اصناف والوان.
اخذ احمد يتفاخر امام اصدقائه بعلاقاته العابثه مع الفتيات، وكيف انه يرميهن في شباكه كالصياد الماهر الذي لا يخطي فريسته ابداً، وانه كيف يسدد سهامه بدقه متناهيه لتصل الى قلب الفريسه فتنقاد له كما ينقاد من كان على قلبه غشاوه، او من كان على عينه سحابة سحر او مس من الجنون.
كان احمد لا يتوانى في كشف عورات ضحاياه وفضح اسمائهن لا يراعي فيهن حرمة الله، كل همه فقط التفاخر بعدد من وقعوا في شباكه، ويسعى الى زيادة رصيده في كل يوم فذلك مدعى تفاخره واعتزازه.
اصبح احمد الدليل والعلامه اللولبي الذي من خلاله يطمئن الآخرون المقدمون على الزواج بان هذه الفتاه حسنة السمعه او العكس صحيح ، فاذا ما قال احمد بانه لم يسمع بتلك الفتاه اطمئن الاخر وطاب نفساً وتقدم لخطبة الفتاه وهو قرير العين، راضي الضمير مستقر البال.
استمر احمد في نزواته، يبتدع الوسائل لاصطياد فرائسه كل يوم، لا تأخذه في الله لومة لائم، فتاره تجده في احدث سياره واحدث موديل تخاله الوحيد الذي ركب يوماً سياره فاخره، وتاره تجده مترجلا في احدى الاسواق يتمايل في مشيته وكأنه من عارضي الازياء الرجاليه أو مروجاً لها ، وتاره تجده في المتنزهات العائليه مصطحبا ابناء اخوته كبطاقة مرور الى تلك الاماكن المخصصه للنساء.
في احد الايام استطاع احمد بمساعدة شيطانه او قل أن شئت بمساعدة نفسه الخبيثه فالشيطان لا يجرؤ على الاقتراب منه من سلب احدى الفتيات اعز ما تملك فجاءت اليه لكي يستر عليها الا انها وجدته يخلع القناع عن وجه الجميل لترى صورة ذئب قبيح بشع المنظر، فقال لها اذهبي عني فما انتي الا ساقطه لعينه تبحثين عن تلبية شهواتك انى وجد الرجال، كيف لي ان اتزوج من امرأه لعوب سلمت نفسها لشخص غريب ، فما انتي الا حشره تستحق الدهس.
استمر احمد في نزواته حتى استقظ ذات صباح ليجد احمرارا في وجهه، اشبه باللتهاب الجلدي ، فقلق بادئ الامر الا انه سرعان ما راى نفسه اكثر جمالا وكأن الطبيعه تزوده بادوات الزينه التي تستخدمها النساء، ليصبح اكثر وسامةٌ وجمال.
بمرور الايام بدأ الاحمرار يأخذ اشكالا عده ويمر بمراحل مختلفه من اللون الاحمر مرورا الى الالوان الداكنه القاتمه والشاحبه حتى استقر على اللون الاحمر القاني كانه لون الدم،مصحوبا بحكه شديده مسببه ظهور بثور وقروح كبيره يخرج منها الصديد، مؤديه الى تهتك الجلد وتآكله.
عرض احمد نفسه على اطباء الجلد فاجمعوا انه مرض يشبه الى حد بعيد مرض الجذام الا انه يختلف عنه في حدته وسرعة تطوره.
ذهب احمد لايجاد العلاج في الخارج فوقع في ايدي بعض المصحات التجاريه التي تبيع الوهم لسلب المال،فانفق احمد الكثير من ماله دون جدوى،فاصبح يعاني من ضيق حال اليد فضلا عن سوء الحاله النفسيه.
لم يهتدي احمد الى علاج فعال، لكن افضل ما تحصل عليه هو بعض المستحضرات الطبيه التي تمنع انتشار المرض وتحد انتشاره.
تحول احمد من شاب جميل معتد بنفسه الى شاب ذميم ابتعد عنه حتى اصحابه، لينزوي في بيته يعاني من اكتئاب شديد.
ارادت والدة احمد المكلومه بابنها ان تخفف عنه ما يعانيه،فاقترحت عليه الزواج وادخلت الفكره في باله،وبدات والدته في رحلة البحث الشاقه والمضنيه لتجد من يرضى بأبنها زوجاً الا ان جميع محاولاتها تلك ذهبت ادراج الرياح ،فزادت حالة احمد سوءا فها هو يفشل حتى في العثور على زوجه تشاركه حياته وتؤانس وحدته.
مضت السنين واحمد يعيش تعيساً منبوذاً الا من اسرته يعاني وحيداً، فتوالت عليه الامراض النفسيه والعضويه لتحيله الى حطام او بقايا انسان.
اصبح احمد يعيش في دائره مغلقه فارضاً على نفسه عزله اجباريه، وقد تكالبت عليه الوساوس القهريه والاكتئاب الشديد مخلفه اضرار نفسيه جسيمه سلمته الى ايادي اليأس خاصه بعد ان تحولت تلك الهواجس النفسيه والاكتئاب الى امراض عضويه فضلا عن المرض الجلدي الذي فتك بجلدة وجهه.
في صبيحة يوم الاثنين،تاريخ،،،،،، عثر على احمد جثة هامده في غرفته بعد تناوله كميات كبيره من المهدئات لايعلم أكانت تلك الجرعه الزائده بهدف الانتحار ام كانت بهدف الاستشفاء بعد نوبه قهر المت به في تلك اللحظه افقدته القدره على تمييز كمية الدواء الواجب تناولها.
لتنتهي حياته، وليضع بنفسه سيناريو الفصل الاخير.
ولا حول ولا قوه الا بالله،،،،