تعتبر الخاطرة فن أدبي كغيرها من الفنون الأدبية متشابهة مع القصة والرسالة في مضمونها والأسلوب الناجح لكتابتها بشكل جيد متقارب إلى حد كبير مع أساليب القصة والرسالة والقصيدة النثرية....
وما يميز الخاطرة بأنها غير محددة برتم أو وزن موسيقي معين أو قافية
شلال الشعور الدافئ , وفن التعبير الأدبي هو موهبة وملكه من عند الله
يظل الإبداع هو رمز و أسلوب ترجمت المواهب و القدرات اللي يتملكها كل منا... فكل منا مبدع ولكن قد تختلـف طريقه ترجمت إبداعنا في الواقع الملموس فاحدنا يحـب الرسم تعبيرا عن مشاعره و آخر قد يترجمها بالتصميم الهندسي
و اغلبنا على الأحرى يجد نفسه في الكتابة و التعبيـر عن ما يدور في فكره و عالم خيـاله الشاسع ... فلكل منــا مشاعر و أحاسيس... قد نحب ترجمتها يوما و نقلها للآخرين سواء كانت مشاعر فرح.. حزن.. حـب ... شوق... فخر وعزة......
ولكن لا يمنع أن ننوه ببعض النقاط التي سوف تعين على معرفة أسلوب كيفية كتابة خاطرة ناجحة :
1- العنوان أو اسم الخاطرة
ويجب أن يكون معبرا عن الفكرة الرئيسية وان يكون له صله بالموضوع اعني أن تكون فكرة الخاطرة والمشاعر التي تحتويها تمس العنوان بصله ... على سبيل المثال أجد أحيانا خواطر تحمل معاني للحب و عند قراءتي لها أفاجأ بقسوة كلماتها و حزن صاحبها الشديد مما قد يؤدي إلي تشتت ذهن القارئ حول فكرة الخاطرة الأساسية بسبب تنافر كل من فكره و مضمون الخاطرة لذا يفضل آن يكون مجرد إيحاء أو عاكس لثوب الخاطرة ولا بأس أن يكون مقتبس من سياق الخاطرة على أن يكون هذا العنوان قوي التعبير وعميق المعنى ومؤثر في النفوس حتى يجذب الانتباه .
2- البداية :
لابد إن تكون البداية أكثر شد من الاسم والعنوان أي عندما نريد أن تكتب عن خاطرة غزلية ...لابد أن ننثر بعض من الجمل الرائعة في أول السطور لكي تكون منها بداية انطلاقه دفة إبحارنا في بحر خيـالنا الواسع فتكون محمله في أول الجمل بمعاني رائعة معبرة عن الجمال على سبيل المثال وهنا يكمن الشد الذهني لإكمال الخاطرة وهذا يشمل جميع أنواع الخواطر..
3- العقدة أو المغزى :
عندما تحوي الخاطرة هدف معين وتكون ذات معنى يكون هذا داعيا أكبر لكي تحوي الخاطرة في عمقها أحداث متسلسلة وروح حركية تحركها الحروف وتجعل القارئ ينشد لقراءتها ويعيش أجواءها وهذا يحقق أسلوب التشويق وجذب الانتباه المطلوب تواجده في كل خاطرة.
4- الخيال والتصاوير والتشبيهات المجازية:
تجعل للخاطرة رونق ونكهة محببة ومستساغة
فمثلا نجعل القمر يبتسم ـ والزهور تتكلم ـ والنسيم يتراقص وهكذا .. ولنصل إلى هذه المرحلة لابد أن نترك العنان كله لخيالنا ....... أي لا نكتب بمجرد الواقع الذي تمر فيه بل نحاول جعل مزيج الواقع مع الخيال... و من ثم نحاول بوصل الجمل اللي حصلنا عليـــه باللي تسبقها بطريقه أدبية
5- الوضوح في الأسلوب :
من شروط النجاح فيجب أن يكون الأسلوب واضحاً ومصدر هذا هو عقلية الكاتب بشرط أن لا يكون الوضوح تاما لأنه يسلب الإثارة والدهشة والتفاعل مع الخاطرة ... والوضوح يكون في اختيار الكلمات المؤدية للغرض بحيث تكون دقيقة
6- طريقة السرد :
فمثلا نستخدم ضمير المتكلم عندما نريد البوح والاعتراف ونستخدم أسلوب ضمير الغائب عندما نريد أن نتحدث عن هموم الغير ونشعر بأحاسيسهم فلكل سرد مزايا معينة ..
7- إحياء المواقف :
فعندما تحوي الخاطرة موقف معين يجب على الكاتب أن يجعل في ذهنه
تحويل هذا الموقف عبر مرآة الحروف إلى مشهد يجعلنا نشاهده بأعيننا
وذلك باستخدام الوصف الدقيق الموجز...
8- التناسق :
بحيث تكون الخاطرة مرتبة الأفكار وتسير في خط معين لا تحيد عنه ويتم إزالة الكلمات الزائدة التي لا تضيف شيئا للخاطرة
9- فصل الخاطر :
بحيث يجعلها كاتبها مقسمة ومتسلسلة إلى مقدمة يمهد لها وعرض يطرق فيه محوره الرئيسي وخاتمة مؤثرة تحوي لب وخلاصة شعوره المتدفق
10- ما قبل مرحلة النهاية :
قبل الوصول لنهاية الخاطرة يستحب أن نحاول بإنهاء الأحداث بطريقة بسيطة بحيث حاول أن نجعل كل الرموز تظهر وتتفتح أزهار الخاطرة ولكن إن كان هناك سر لم يظهر اجعله في نهاية الخاطرة..... بحيث تشد القارئ أكثر لقراءة حروفنا كاملة و بتواصل حسـي معها ...
11- النهاية :
النهاية ... إذا كانت بدايتنا غزليه لابد أن تنهي الكلام بأسلوب غزلي أيضا ... أي ربط بداية الخاطرة بنهايتها بأسلوب غير مبــاشر...فمثلا ابتداء الخاطرة بكلمات الشوق يحب أن تناجي في نهايتها بعودة المعني في الخاطرة بتوضيـح مشاعر و أحاسيس الشوق ....
ســـــؤال يطــــرح في الكثير من المناسبات ويستأثر بنقاش طـــــويل ، وتتعدد الإجابات وتتشعب وتتعرج دون تحديد واضح ودقيق لمواصفات الخاطـــــــــــــرة في ظــل ما يحدث وما يدور في داخل نفسيات الكتاب .
ثم أن هناك سؤال آخـــــر ( هل الخاطـــــرة وثيقة تحمل بين طياتها أنفاس الحـــــزن والكآبة وتؤكــــد قانونية الهـــم والحــــزن في نفوس الكتاب ) .
ثم ينشق من ذلك ســـــؤال ثالث ( أم أن الخاطـــــرة أعمق من مجــــرد الحزن والهم في الشكل وتختزنه في المكنون أو ما نسميه بالمضمون أو المحتوى الفكـــــري ) .
إذاً الخاطــــرة هي ( صدق الانتماء النفسي لمكنون الذات البشرية من العديد من الاعتبارات الوجدانية والتاريخية والمصيرية في آن واحد وتأتي عادة دفعة واحدة تتحكم في دقتها وقوتها الخبرة الأدبية والتجربة الفنية والبلاغية في تصوير ما يدور في داخل الذات من انطباعات مختلفة ).
عندما نسلم بمبدأ هذا التعريف فأن أكثر التعابير وضوحاً لا تســـــقط .
لكن ( كيف تكتب الخاطرة ) في نسق أدبي صحيح هذا السؤال ... هو موضع الحوار ؟؟
هناك العديد من الرموز التي تعطي النص ( الخاطرة ) المتانة والقوة ..منه على سبيل المثال لا على سبيل الحصــــر
ما يلي :
1- الفراشة / هي رمز الحلم أينما وجدت ... مثال ذلك فراشات تحترق أي أحلام تحترق .
2- الكلب / رمز للوفاء / مثال ذلك قول الشاعر (.....) كالكلب في حفاظه للود . بكسر الدال الأخيرة .
3- الحمامة / باعتبارها رمز السلام / إلا أنها تأتي رمزاً للمرأة الجميلة ...مثال ذلك قول الشاعر (.....) بشكل نبطي
( وأنا شاقني بالحيل منظر حمام شهار *** صلاة العصر يوم انحدر بأسفل الوادي ) هنا استخدم الشاعر الحمام في الجمع للدلالة على مجموعة من الفتيات .
4- الزهـــــــور / تختلف الزهور في الإسقاط الوظيفي داخل الخاطــــرة باختلاف الألوان التي تتسم بها ...هناك الأحمر دليل للحب .. الأصفر دليل على الغيرة ... الأبيض دليل للشفاء من المحن والأمراض ... البنفسجي دليل الحزن الشديد ..
الإســـــقاط الفني :
هو إنزال مجموعة الرموز داخل النص لتعطــــي الدلالة على أشياء من الواقع من الصعب على القارئ العادي تفسيرها أن لم يكن يعرف دلالة الرمز من الأساس ... ولكي نفهم النص يجب أن نعرف الرمز والدلالة ومن ثم حذف الرمز وإسقاط الدالة بمكانة وهنا سوف يكون المعنى غاية في الوضوح التام ...
التنقـــــــــــيط:
هناك من يستخدم النقطتين التابعتين للنهاية الجملة وهناك من يستخدم ثلاث نقاط أيضاً في نهاية الجملة _ وفي كلتا الحالتين هي تجاوز المعنى القريب إلى المعنى البعيد لكــــــــــلام محذوف وجوده يعيق الوزن ويخلخل الموسيقي للجملة والعكس .
الفواصل ... تنعدم الفواصل في الخاطر لكونها تفصل المعاني عن بعضها وهذه من سمات المقال فقط .
النقطة الوحدة ... أيضاً نعدم لأنها تلغي الفكرة السابقة ويأتي بعدها فكرة جديدة مغايرة .وهي من سمات المقال .
انتــــــــــــــقاء الكلـــــــــــــــمات :
في السابق تحدثنا أن الخاطرة تكون قوية إذا اتسم صاحبها بقوة أدبية بارعة تعكس قوة القراءة وتخزين المفردات الكلامية ...
لذا الحرص على انتقاء الكلمات القوية ذات الدلالة التصويرية شيء مهم ومطلوب لكي تكون الخاطرة أكثر تعبيرا وليس أكثر جمالاً لان الجمال يأتي بطبيعة الحال بعـــد قوة التعبير والتصوير وليس قبل ذلك .
الخلــــــــــــــــط الفكـــــــــري :
هناك بين من يخلط بين أنوع كثيرة من الأدب مثل الرسائل ، والمقال ، والخاطرة ، والقصيدة ( من فئة التفعيلة ) ، وبين القصة ، والرواية .
والخلط في العادة يأخذ مسمى فصيلة غير الفصيلة المطروحة ... قد لا يستطيع أيضاً القارئ العادي أن يفسر الاختلاف الأدبي ما لم يكن ملماً بكل تفاصيل الأنواع المختلفة ... وقد نجد من يكتب بعض القصص القصيرة على أنها خاطـــــــرة والعكس بالمثل في بقية الفصائل الأدبية الأخرى . ففي القصة والمقال والرسائل تنعدم الرموز بينما هي من سمات الخواطر بينما يكثر التوجيه في المقال وينعدم في القصة والمقال ونجد أن هناك رسالة داخل المقال يجب أن تصل إلى القارئ بينما نجد مجموعة من الأهداف في القصة يجب أن تصل إلى القارئ ... أما الرسائل الأدبية فتأخذ طابع الدعوة والإرشاد والموعظة والنصيحة إلى شخص أو مجموعة من الأشخاص
( أقرب شيء إلى هذا النوع هي الخطابة ) كموضوع إلا أنها تختلف لكونها في العادة تحتاج إلى منبر وشكل جماهيري لتوصيلها إلى الجمهور .
الشكـــــــــــل التعبيري ( التصــــــــوير )
تلبس الخواطـــــــر في الغالب ثوب الحــــــــــــــزن وهذا ما يجعل القارئ يتفاعل معها بشكل عاطفي ... خاصة اذا كانت ذات كلمات قوية ومعبرة وحزينة .
أنواع الخواطر من حيث الشكل :
هناك ثلاث أنواع من الخواطر من حيث الشكل وهي
1- القصيرة 2- المتوسطة 3- الطويلة .
وتكون المتوسطة في العادة هي الأكثر جمالاً لوجود التماسك الفكري القوي وانحصار الرموز وقلتها ... وعلى العكس الطويلة التي تكون المعاني فيها كثيرة وتتعدد فيها الرموز . بالنسبة للقصير تحتوي في الغالب على رمز أو رمزين وتكون كلماتها بسيطة وسهلة الفهم .
متى تكــــــــــــون الخواطــــــــــر ترف فكــــــــــري :-
في العادة تأتي الخواطر نتيجة الضغط النفسي الشديد ... لكن هناك من يجيد كتابتها دون ذلك هنا تصبح الخاطـــــر نوعاً من الترف الفكري تتسم بالطول وتعدد المعاني وتشعب الأفكار ... فتصبح أقرب إلى المقال منها إلى الخاطــــــرة .......
- تظل هناك بعض الأخطاء التي قد نقع فيها عند كتابتنا للخواطر...
1- كتابه أكثر من موضوع في اليوم لكاتب واحد شي رائع هو الحماس والدافع الجميل وحب الكتابة إما عند تصفحك تفاجأ أن اغلب الخواطر لكاتب واحد لأنه قد يكتب في كل يوم موضوع أو موضوعين .. و بهذه الطريقة يهضم حق الخاطرة اللي قد زينت بأحلى الجمل و المعاني و المفردات و تذهب أدراج الريح مع المواضيع الأخرى مهمله لما تأخذ نصيبه من نقد و وجهات نظر!
2- الأسلوب الركيك في الكتابة ....... جمل مكرره ...... معاني عاديه جدا ...... الهدف غير واضح ........ أو بالأصح..... موضوع كامل لا تعرف ما هو المرجو منه سوى حروف مرصوصة .... لا أقول هذا الكلام أي لابد أن تكون الأديب الأول أو تكون خليفة المنفلوطي أو غيرهم .......ولكن يجب عليــنا محاولة تطوير أسلوبنا أكثر وأكثر .......لكي يكون كل الفائدة لنا ولغيرنا من القراء ... أي عندما نقوم بكتابه موضوع رائع فيه معاني جديدة و رموز أروع القارئ سوف يستفيد وأنت كذلك سوف تستفيد من أخطاؤك اللغوية ........
3- الردود على المواضيع... أتمنى من الإخوان و الأخوات بمحاولة التواصل بالردود على الخواطر و إبداء آرائهم حول الكتابات .... و لا بد أن يكون هناك شي من النقد الهادف لكي يرقى الجميع بكتاباته و وجدانياته للأفضـل ... فالخاطرة أحاسيس مسطورة و ليست مقالات منشـورة....
4- نقل الخواطر!!! نصادف العديد من الخواطر و البوح النثري في حياتنا اليومية... و قد تنال إعجابنا إحداها و نرغب أحيانا بتعميم الفائدة أو نشر جمالية هذه الخاطرة من خلال دار الخواطر... لذا أتمنى من الأخوة والأخوات ذكر اسم كاتب
أتمنى انه قد عمت الفائدة... و استطعت ولو بجزء بسيط توضيح كيفيه البدء بكتابة الخواطر آملاً أن أرى أقلاما جديدة تنشر الإبداع و تبوح بما في خيـالها بخواطرها الرائعة